الزؤام

هل يعرف الدوري
حين يغرد فوق المزبلة
أنها مزبلة؟
هل يعرف الهدهد
حين يغرد فوق غصن صنوبرة
أنها صنوبرة؟
الطيور لا تعرف
كل ما تعرفه
هو الزؤام.
وهي إن حلقت
واجتازت أميالاً طويلة
تموت
سواء في مزبلة
أو غابة.
إلى أين يرحل الحب؟
هو لا يكتفي بالرحيل،
يترك الأسى والألم،
يترك رفيقيه المتلازمين معه.
هنا القبر
وهنا حجره
هناك القلب
وهناك دمه
هنالك الأحبة
وهنالك حبهم.
وبين الهنا والهناك والهنالك،
يطير الهدهد فوق صنوبره
ويحوم الدوري فوق المزبلة
بانتظار حلول الزؤام الآتي.
ليست
حياة
إنما
آخرة
مبكرة.

الرسم لـ: Tjitske Kamphuis

إعادة إحياء: محاولة أخرى

إلى باسم

“وأنه عاش ومات،

وأنه مات لأن الموت حكاية

والحكاية هي ما يبقى

أو ما يزول

أو ما يروى” (بسام حجار- بضعة أشياء)

***

هكذا إذاً،

تضمحل الصور

تبتعد الأصوات

تزيد المسافة

كل شيء يبتعد

كل شيء يزول

يهيمن الوهم

***

لأنها خصلة العنب

أنطوان- بعدسة ميريام خوري

(مجدداً إلى أنطوان)
من فوق
وقعت
على الإسفلت
وانفرطت
حبة
حبة
سال ماؤها
هدر سيل
من قطرات
تصاعدت روح
شربها رمل الطريق
والمارة

---

إلى أنطوان

أنطوان- بعدسة ميريام خوري

أسقيك ماءً

أعيدها إلى شرايينك

أسقيك روحاً

تسير في عروقك

أطعمك ورداً

تحمر وجنتيك

أعطيك بريقاً

تلمع عيناك

مرثية نظّارة

إلى العيون المطفأة

لطالما كان البحر بعيداً

لطالما نظرت إليه

من كل ذلك البعد

لوحت للهواء بيد

وبأخرى سرحت شعرك

كنت تنظرين إلى الفراغ

ولكنك كنت أيضاً تنظرين

للمعان موج البحر

كان البحر يبحث عنك

كان يرسل نوره في الفضاء

حتى يجد وجهك

الذي لوّحه الأزرق

والاسمرار

الرمانة التي سقطت، وسال ماؤها

سقطت الرمانة
تحت شمس تشرين
لم يكن نيوتن جالساً تحت الشجرة
ولم يكن الأمر اختباراً
كان يمكن أن يكون الوقوع
أقل وطأة
أن تقع الرمانة على التراب
لكنها سقطت على الحجارة
وسال ماؤها
وتساقط
وانهمر
وانحدر
على التراب
هو يروي سيرته
ويعود إلى التراب
عله يصل إليكِ،

دمعة لتشرين

بظل شجرة الخريف
أسأل: ماذا بقي من الأيام الخالية؟
بظل خريف الشجر،
أسأل: ماذا بقي من حبنا؟
تحت رأسي
كتاب “بضعة أشياء” لبسام حجار
أفتح الصفحة الأولى
لا أجد شيئاً
لا أجدك
إنه يوم موتك.
أفتح صفحة يوم/أيام الشؤم
فأجدك:
“وأنه مات لأن الموت حكاية
والحكاية هي ما يبقى
أو ما يزول
أو ما يروى”
أما المؤلم في الموضوع
أنك رحلتَ
وأنني بقيت لأروي
أي ثقل هذا يا باسم؟!

الرقص مع الموت

إلى الأستاذ إدمون
وإلى روح الراحلين حسن عوالة ومازن عبود

رغيف خبز-٢

Ang Kiukok | Harvest, 2001

ضعي رعداً للبرق

حتى تكون السماء

حتى تكون سمائي

ضعي ماءً في الصنبور

حتى تكون حياة

تنسكب على الأيدي

والزرع

وينبت الورد

مرثية رابعة أو شجرة التين

Ang Kiukok | MAN ON FIRE

“نظرة واحدة… كانت حريّة بأن تخطّ فصولاً طويلة في حياتي” (إملي نصر الله- طيور أيلول)
عذراً خالتي
لقد تأخرت هذه المرة
فكل يوم ينقطع حبل أفكاري المشائية
فينهدم الكلام
ينشطر
كسقوط الجدران البيضاء
وإذا جمعتُ بعضها
فتعود لتتكسر في طريق العودة
لكنني قلت:
إذا كان هذا الانقطاع يحصل
كل يوم
فليكن جزءاً من مرثية جديدة
لكِ.

---