عنكِ

ريم يسوف|2012

ريم يسوف|2012

“أدخل من عينيكِ

تخرجين من فمي

تنامين في دمي

أستيقظ في جبينكِ”

(اوكتافيو باث)

قبري هدمتُه منذ زمن،

توقفَتْ السروة عند غيمة

فأطلَّ شعركِ يخبرني عن ريح مرت،

عن عين غطت

وافترشت في قوس قزح قارباً لأحلام

لم تهدأ، ولم تنتهِ.

أنتِ موجي الممتد على شاطئ

لم أصله.

زبد أبيض

قرب شجرة خارج كفن لن أرتديه.

ضعتُ في معالم الدماء،

وخبرتُ معنى الحافة الأخيرة،

ليس قدري أن أنتظر الموت،

وليس قدر الموت أن ينتظرني.

– دعني من الثنائيات والميكانيك،

وأخبرني عن ظل السروة كيف يكون؟

– يكون في الصباح وبعد الظهر،

يكون في الحلم، في العبث،

في الشحوب، في الحذر،

في الخجل، وقرب المقابر.

– لكنك هدمت قبرك؟

– هدمتُ قبري مجازا،

وبالتالي لن أختارَ مرقدي،

وربما لن تجدَ جثتي،

ستحزن قليلا، وستنسى قليلا،

وستنسى كثيرا،

وستنسى.

– في الأماكن المظلمة،

كيف ستشعل الشمعة؟

– لن أحتاج إلى الشمعة،

سأنظر إلى قلبي،

وسأمدّه دربا لتعثري،

ولكنه في نهاية المطاف

سيكون دربا آخر،

وسيكون كائنا رغما عني،

ورغما عن صمتي.

– ولماذا تأخرت في الكتابة هذه المرة؟

– حتى يكلمني آخري ويقول ويسأل هذا السؤال،

فالبدايات هي البدايات،

تبدأ لذاتها، وتنتهي ببداية أخرى،

صوت لصدى آخر،

يتردد قرب منعطف لا ينتهي،

ينفرد في سكونه،

يعبث مع المارة،

يخادعهم،

يراقصهم،

ويراهم كل يوم يجتازونه،

رغما عنه، ورغما عن كل شيء.

– والآن، هل ارتحت؟

سأعود إلى بداية النص،

وأول النور،

سأعود إلى قمر رسمته

في صغري،

أحدق في دفتر القواعد

أكتشف ضعفي في موضوع الإنشاء،

أخبئ دمعي خلف ابتسامة ساخرة،

ونظرة ماكرة.

– أهذا كل شيء؟، هل ستبتر كلماتك كحديثك؟

– البتر هو ضرورة للاستمرار،

ولكنني لن أخرج خارج الاستعارة،

داخل قلب منهك،

حدقتُ في المرآة،

فعثرتُ على وجه آخر،

ومضيتُ في الطرقات أراقص السيارة،

أراقبُ الأشجار على عجل

وأسرحُ العشب اليابس،

ليدلني إلى قلبها في طريق العودة،

لكنني بدلت الطريق،

ونمتُ في الحلم.

– وما هي النهاية؟

– سأدخنُ سيجارة.

هذا المنشور نشر في قصيدة, أنا, سوريا, شعر وكلماته الدلالية , , , . حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق