إطلاق نار حي على السكان، إقتحام بيوت… لا شيء يتغير.
مستعمرو الخليل هم حلفاء العصابة العسكرية المسلحة. حيث نظموا خلال الساعات الماضية هجوما على الخليل، فقاموا باقتحام البيوت وأحرقوا البعض منها، كما أطلقوا نارا حيا على الفلسطينيين (سجل وقوع جريحين إلى هذه اللحظة)، ووزير الدفاع يرسل جنوده لمهاجمة الأولاد الفلسطينيين الذين يرمون الحجارة على المهاجمين ويتفاوضون مع اﻵخيرين. أية شجاعة هذه! أية جسارة!
من دون شك أن الجيش الإسرائيلي أجلى الزعران الذين احتلوا منزلا عربيا في الحي القديم لمدينة الخليل، وهو قام بذلك بناء على أمر من المحكمة العليا اﻹسرائيلية. أما المستوطنون فهددوا بأنهم سينتقمون، وهم قاموا بذلك.
الوزير باراك سماهم بـ“اﻷخوة اﻷعزاء“، والمستوطنون شجعان لكنهم لم يتجرأوا على مهاجمة الجيش، ففضلوا مهاجمة المدنيين الفلسطنيين العزّل. عدة مئات من اليهود المسلحين اجتاحوا “القسم الفلسطيني” (كذا) من الخليل وكسروا كل شيء صادفوه في طريقهم. ونحن نذكر أنه وفي إطار اتفاقات السلام (كذا)، وافق ياسر عرفات، بفعل الضغوط اﻷميركية، على تقسيم الخليل إلى قسمين: القسم الاول يخضع لسلطة الجيش اﻹسرائيلي …. والمستوطنين، أما القسم الثاني فيصبح “مستقلا“. أما الهجوم فحصل في الجزء المحرر من الخليل، حيث مُنِعت الشرطة الفلسطينية من السيطرة عليها. وبحسب خبراء أميركيين فإن الشرطة الفلسطينية تضم حاليا أفضل اﻷفراد الذين يتدربون على يد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة وبإشراف هولندي.
ما هي ردة فعلكم حيال ما جرى؟ “نحن تدربنا على يد الجنرال اﻷميركي دايتون لضبط اﻷمن داخل المخيم الفلسطيني، ولا يحق لنا مواجهة اﻹسرائيليين حتى لو هوجمنا من قبل المستوطنين“، هكذا شرح شرطي فلسطيني للتلفزيون الفلسطيني. كما أنه، وبحسب التلفزيون نفسه، عندما هاجمت عصابات المستوطنين الجزء “المحرر” من الخليل لزرع الرعب والتخريب، فإن الشرطة الفلسطينية، الكفوءة والمسلحة، تلقت أمرا باﻹنسحاب منها. لم يتمرد واحد منهم، يا للعار! ولكن ماذا يمكن أن ننتظر من شرطي؟
(ميشال فارشفسكي، 10 كانون اﻷول 2008)